الأحد، 25 يوليو 2010

الجزء الثالث : لحظة تأمل

الجزء الثالث : لحظة تأمل

أضف تعليق




كان وقع تلك الكلمات التي صدرت من إسماعيل غير مفاجئة بتاتا , لربما لأنني بالفعل لم يعد هنالك شيء قد يصدمني أو يفاجئني من شخصية إسماعيل الغربية والمتناقضة , لكنني لا أخفي أنني استغربت , بل علمت في أعماق قبلي ووجداني أنه يمكن أن يقلب القصة رأسا على عقب , وتصبح مثل صديقاتها من تصرفاته كمحض مزاح بالنسبة له . لكن هذه المرة كنت متأكدا ومتيقنا بدرجات مرتفعة عن سابقات تصرفات إسماعيل من صدقها , حيث طريقة نطقه لتلك الكلمات من شفائه , بتردد , خوف وخجل , تابعها محاولته لإخفاء وجهه و حرصه على عدم اصطدام عينيه بأعيني بعد طلبه لممارسة الحب الممنوع معي مباشرة , كان كافيا لأعلم في قرة نفسي بأنه كان جديا وصريحا في تلك اللحظة.

لم أتقبل عرض إسماعيل بردة فعل معينة, بل تقبلته بهدوء, وسمحت لنفسي أن أدرس طلبه من جميع النواحي, لأنني بالفعل لم أكن اعتقد بان هذا العرض قد يأتي بهذه السرعة, وأنني الآن ليس لدي متسع من الوقت لكي أقرر. كانت فقط مسألة السماح بمجرد التفكير بخيار الصعود معه تقشعر بدني , تمر قشعريرة يستمتع بها المرء أقصى استمتاع ويتمنى أن لا تتوقف تلك القشعريرة حلوة الإحساس , لم تكن بالفعل كقشعريرة البرد التي يترتب عنها ارتجاج وتحرك مستمر للجسم بفعل البرودة , لكن كانت قشعريرة من نوع خاص , كمثل ذلك التيار المدغدغ الذي يمر من أعلى راسك إلى أسفل قدميك , بكل هدوء وروية . يجعلك فقط تريد المزيد والمزيد من تلك الأحاسيس الخفية , أحاسيس قد يدفع المرء الكثير و الكثير فقط مقابل الإحساس بها .

لم يكن وقع عرض إسماعيل رغبات حيوانية جنسية على قدر ما كان فضول قاتل يجتاحني لمعرفة وتجربة تلك الأحاسيس التي لي الفرصة بالإحساس بها والتلذذ بطعمها قدر ما شئت , كان بالفعل فضول مميت لمعرفة أحاسيس سحر لمساته , وصدى أول قبلة على شفائه , قوة رغباته وأحضانه , لحظة التقاء الأرواح , حيث أكون معه , أنا وهو سويا نطير ونرفرف في سماء الحب والعطاء , كنت بالفعل أريد أن اقتلع شفائه من جذورها , والتهم كل جزء من جسمه الأبيض الساحر , فأحس بتنهيداته وطعم كل جزء صغير من جسمه , كنت أريد أن أطور تلك الأحاسيس , أردتها أن تأخذ منحى جديدا مرتفعا ومختلفا لم يسبق له مثيل ,منحى أقوى , أجمل وأكثر إثارة , منحى ملؤه الجبروت و الرغبة , تلك الرغبة التي تصل إلى حد أن تسعى إلى أن تمتلك جسما ليس جسمك , فقط لكي تحس تلك الأحاسيس بأدق تفاصيلها وكماليتها ومثاليتها لحقيقية الواقعية .

تلك الدقائق التي مرت بين عرضه و ردي كانت لحظات قليلة معدودة , لكنها رغم قلتها اجتاحتني بكبر حجمها وقوتها ,كان عرضا مغريا لأحاسيسي ورغباتي ولأملي , أملي أن أكون مع ذلك الشخص الذي جعل لحياتي معنى وطعم حلو المذاق بمجرد وجوده فيها , تذكرت تلك اللمسات الخفيفة التي كنا نسرقها , واللحظات الجميلة الحميمة التي كنا نعيشها , تذكرت رغم قلتها كانت قوية قوة الإرادة الحرة المثابرة للعيش فقط للاستمرار بالإحساس بها , كأنها كانت تمنحني كل ما كنت أسعى للوصول إليه , تخيلت ماذا لو كانت , في مكان لا يوجد فيه إلا أنا وهو , في لحظة غروب الشمس , واقفين على ثلة عالية تطل على منظر ساحلي شاطئي رومانسي لأقصى الدرجات , مرتاح البال والخاطر , في حالة نفسية مستقرة , في امن وسلام ,بعيدا عن عيون الغير القاتلة المترقبة للخطأ بشغف وروية ,عيوني تخترق عيونه بكل هدوء وحب وعفوية , ويدور بينهما حوار عاشق العشق بذاته , فتداعب أشعة الشمس الذهبية بشرتنا , كأنها تضفي وتأيد تلك اللحظة التي لم يجمعها سوى أحاسيس محبة بريئة براءة الطفل الذي خلق , فألمس خصلات شعره بحرص و لباقة , فتنطق عيوني أجمل الكلمات التي لا يمكن أن ينطقها اللسان , فكرت ولو للحظة مقدرا روعة و مثالية تلك اللحظة والأحاسيس التي سأكون ممتنا لها إن شاءت الأقدار أن تمنحني فرصة لتحقيقها .

لم يكن خيار الرفض أو القبول سهلا , فعلى قدر ما كنت أريد أن أمسك يده ونهيم سويا ناسين ومتناسين كل ما يرتبط بالدين والمحرمات بصلة , على قدر ما كنت أخشى أن أدخل في عالم ليس عالمي و لا يناسبني ولا أحس انه بالفعل يقيسني بأي شكل من الأشكال , تعالى صوت الصراخ الذي جسد العراك العنيف الذي دار بين ما أريد وما يتوجب علي القيام به , كان عراكا طاحنا بمعنى الكلمة , جمع بين خصمان يعلمان نقاط ضعف كل منهما , ورغم أنهما يعلمان تمام العلم انه لا يمكن لأحد منهما أن يقضي على الاخر , إلا انه رغم ذلك ما زال يحاولان بشتى الطرق إقناعي بصلاحية وعقلانية كل خيار منهما , علمت بأنه عندما يواجه القلب العقل , فالنتيجة لا يمكن أن يتم حسمها ,إلا بمقارنة مقدار العقل و المنطق المتجسدة في مصلحتي كشخص و مقدار حبه وما قدمه لي كروح , استوجبت أن تكون مقارنة شاملة حيث توجب على الإنسان حينها أن يكون صريحا مع ذاته. لمصلحته العليا أولا وأخيرا.

تمالكت نفسي , ولعبت دورا وجدته حينها الدور المثالي للخروج من عرض بلباقة ونوع من عدم الرفض والقبول , ارتسمت بسمة خفيفة على شفاهي ,وقلت مستهزئا , اصعد إلى بيتك أنا مضطر للذهاب لدي أمور توجب علي قضائها , كنت اعلم تمام العلم أنني قمت بما توجب علي القيام به , لكنني في نفس الوقت كنت على علم بأنه لو كان أصر , بأي شكل من الأشكال , حتى لو فقط أعاد عرضه مرة أخرى رغم انصرافي بلباقة , لما كنت رفضت الصعود مطلقا , كنت اخطي ومع كل خطوة أخطيها بعيدا عن عش الحب الذي كان سيجمعنا , كنت أرضي غرور ضميري , وأصبر وامسح دموع تعاسة قلبي .

أضف تعليق بدون ضرورة ان تكون لك عضوية عن طريق اختيار '' غير معرف '' اضغط هنا

الجمعة، 16 يوليو 2010

الجزء الثاني :  دعوة لممارسة الحب الممنوع

الجزء الثاني : دعوة لممارسة الحب الممنوع

أضف تعليق


لم استوعب بالفعل ردة فعلي اتجاه تصرف إسماعيل ولمساته التي قابلتها بكل فرح ومحبة , لكنني لم استوعب حينها بالفعل جرأة وتصرف إسماعيل , كنت كمن كان ينتظر بعض الحنان واستقبله بكل فرح , لم يكن حنانا بريئا , لكنه في نفس الوقت لم يكن حنانا وقحا , فلنقل انه كان خليطا ممزوجا بالحنان والوقاحة .
كنت أجيد بالفعل قرائه حركات وتفاصيل وجه إسماعيل , لكنني في تلك اللحظة لم يكن يهمني شيء على قدر أن استمتع بتلك اللحظات الخاطفة استمتاعا كاملا , لربما إن كانت تلك اللمسات في مكان آخر , اقل ضجة , واقل زحمة , لكان تحول إلى أمر آخر بالطبع .

مرت الساعة والنصف من الحصة ليعلن الجرس انتهائها , خرجنا كأنه لم يحدث شيئا , لم أفاتحه ولم يفاتحني في الأمر , بل استمرت العلاقة على منحاها , لمسات خفيفة كل يوم في كل حصة , سواءا أمام أو و خفية عن زملائنا في الفصل , وكانت كلها حسب وصف إسماعيل , مزاحا بين الأصدقاء . كنت استغرب لكنني كنت راضي طالما أنني كنت سعيدا وفرحا بتلك اللحظات التي كنت أعيشها معه , تلك اللحظات التي كانت تجعلني أحس بنفسي كعصفور يطير بكل حرية في السماء , عاليا إلى حيث لا يستطيع أن يصل إنسان , ذلك الإحساس بالشمولية والكمال حيت يحسسك ولو للحظات بأنك ملكت العالم وحققت جميع أمانيك و أحلامك .

تعودت على لمساته , تعودت أن أحس بالحنان والحب باللمس , صحيح بأنه لم يكن هنالك شيء رسمي أو جدي , لكنني لا اخفي أنني في صفحات أوراق قلبي , كان اسم إسماعيل مكتوبا باللون الأحمر في وسط أول صفحة بخط كبير وواضح , بارزا يظهر بشكل عفوي قيمته ومقدار قوة مشاعري اتجاهه .

لم يكن يشكل لإسماعيل أن يرى الناس لمساته علنيا أي قدر من الإحراج أو الخجل , كانت تلك اللمسات بالنسبة له أمرا عاديا ليس فيه أي نوعية من الخصوصية أو الوقاحة , علنيا أو خصوصيا . أتذكر تماما ذلك اليوم , حيث لم يكن لنا أي قدرة على الدراسة في تلك الحصة , فقررنا أن نجلس في آخر الصف بجانب الحائط , بصعوبة كبيرة يرى الأستاذ الجزء العلوي من أجسادنا فقط . ورغم انه لم يكن لي مزاج للدراسة , إلا أنني كنت متتبعا لما يشرح الأستاذ كنوع من التعود والاحترام , وفجأة سمعت صوت إسماعيل يناديني ويطلب مني أن انزل أسفل الطاولة , ورغم معرفتي بجرأة إسماعيل , إلا أنني لم أتصور يوما بأنه سيقدم على إظهار قضيبه لي بتلك الطريقة وفي ذلك المكان . لم تصدق عيناي ما رأته , حملقت مرة واثنين لعلني أكون قد توهمت أو أنني رأيت شيئا آخر اعتقدت بأنه قضيبه , لكن حين تأكدت , صعدت حينها وأنا في قمة ارتباكي و خجلي , خائف من أن نفضح أمام زملائنا , عاتبته إلا انه رد علي بطريقة كوميدية , يصرح لي بان قضيبه ارتفعت درجة حرارته وأخرجه لكي يتنفس بعض الهواء .ضحكت بدوري و وعدت لكي أكمل شرح الأستاذ .

لكن ما لم أكن أتخيله , أن ينتشر الأمر بين زملائنا رغم أن احد لم يرانا , والشيء الذي لم أكن أتوقعه أن يكون الشخص الذي اخبرهم بما حدث هو نفسه إسماعيل , حينها لم يكن همي ما يعتقده زملائنا في الفصل لان الأمر شاع وأصبح متوعدا لديهم جميعا كنوع من المزاح الذكوري , بل ما كان يشغل عقلي وتفكيري حينها هو تفسير وفهم شخصية إسماعيل , تلك الشخصية التي اعتبرها في تلك المرحلة العمرية من حياتي قمة التناقض , بين ما يقوم به , ما يريده , وما يصرح به .

كنت أهيم في تفكيري بإسماعيل , ادرسه من جميع الجوانب لعلني استطيع ولو بنسبة قليلة أن افهم تلك الشخصية التي أصبحت بالفعل سرا غامضا بالنسبة لي , لم يكن رومانسيا الا في لمساته , قليل الكلام والحديث , خجولا ربما , لكن خجلا متفاوتا غريبا , غير قادر على التحكم برغباته وغرائزه , لكنه في نفس الوقت من النوع المتدين , كانت تناقضات لم افهمها واستوعبها إلا بعد مدة معينة , بين ما يريد وما يحس وبين ما يجب ويفترض عليه أن يقوم به , كأي شاب في تلك المرحلة العمرية من حياته , يمر في مرحلة تشويش في ما يخص بهويته الجنسية , انجذب الي جنسيا , لكنه لم يكن يعرف سبب ذلك الانجذاب , قوي هو عندما يكون بعيدا عني , ضعيف هو عندما يكون بجانبي فتذمر رغباته الحيوانية قدرته على الرفض والتحكم , فينطلق رويدا رويدا , تحكمه الرغبة والجرأة أمامي . ناسيا ومتناسيا ما يفترض ويمليه عليه الواجب.


كانت علاقتي بإسماعيل مثل أي علاقة أخرى, يترأسها الاحترام, تصعد وتنزل خلافا قربا وبعدا, مثل أي علاقة لها أبعادها المختلفة حسب الأجناس, المعتقدات والشخصيات.لكن ما استطيع أن أأكده بان ما يجمعنا هو صداقة , عشرة ومحبة , هذا أمر لا يجب أن يخفى عن أحد , لكن ربما هذه المحبة مع الإعجاب الشكلي , كانت لها الفرصة بان تتحول إلى ارتباط جنسي وجسدي أيضا , حينما أوصلته في أحد الأيام إلى باب بيته , وما كان منه إلا أن يطلب مني أن اصعد معه , وحينما سألته لماذا , احمر وجهه خجلا ونطقها أخيرا '' أريد ممارسة الجنس معك ''.