الجمعة، 16 يوليو 2010

الجزء الثاني : دعوة لممارسة الحب الممنوع

أضف تعليق


لم استوعب بالفعل ردة فعلي اتجاه تصرف إسماعيل ولمساته التي قابلتها بكل فرح ومحبة , لكنني لم استوعب حينها بالفعل جرأة وتصرف إسماعيل , كنت كمن كان ينتظر بعض الحنان واستقبله بكل فرح , لم يكن حنانا بريئا , لكنه في نفس الوقت لم يكن حنانا وقحا , فلنقل انه كان خليطا ممزوجا بالحنان والوقاحة .
كنت أجيد بالفعل قرائه حركات وتفاصيل وجه إسماعيل , لكنني في تلك اللحظة لم يكن يهمني شيء على قدر أن استمتع بتلك اللحظات الخاطفة استمتاعا كاملا , لربما إن كانت تلك اللمسات في مكان آخر , اقل ضجة , واقل زحمة , لكان تحول إلى أمر آخر بالطبع .

مرت الساعة والنصف من الحصة ليعلن الجرس انتهائها , خرجنا كأنه لم يحدث شيئا , لم أفاتحه ولم يفاتحني في الأمر , بل استمرت العلاقة على منحاها , لمسات خفيفة كل يوم في كل حصة , سواءا أمام أو و خفية عن زملائنا في الفصل , وكانت كلها حسب وصف إسماعيل , مزاحا بين الأصدقاء . كنت استغرب لكنني كنت راضي طالما أنني كنت سعيدا وفرحا بتلك اللحظات التي كنت أعيشها معه , تلك اللحظات التي كانت تجعلني أحس بنفسي كعصفور يطير بكل حرية في السماء , عاليا إلى حيث لا يستطيع أن يصل إنسان , ذلك الإحساس بالشمولية والكمال حيت يحسسك ولو للحظات بأنك ملكت العالم وحققت جميع أمانيك و أحلامك .

تعودت على لمساته , تعودت أن أحس بالحنان والحب باللمس , صحيح بأنه لم يكن هنالك شيء رسمي أو جدي , لكنني لا اخفي أنني في صفحات أوراق قلبي , كان اسم إسماعيل مكتوبا باللون الأحمر في وسط أول صفحة بخط كبير وواضح , بارزا يظهر بشكل عفوي قيمته ومقدار قوة مشاعري اتجاهه .

لم يكن يشكل لإسماعيل أن يرى الناس لمساته علنيا أي قدر من الإحراج أو الخجل , كانت تلك اللمسات بالنسبة له أمرا عاديا ليس فيه أي نوعية من الخصوصية أو الوقاحة , علنيا أو خصوصيا . أتذكر تماما ذلك اليوم , حيث لم يكن لنا أي قدرة على الدراسة في تلك الحصة , فقررنا أن نجلس في آخر الصف بجانب الحائط , بصعوبة كبيرة يرى الأستاذ الجزء العلوي من أجسادنا فقط . ورغم انه لم يكن لي مزاج للدراسة , إلا أنني كنت متتبعا لما يشرح الأستاذ كنوع من التعود والاحترام , وفجأة سمعت صوت إسماعيل يناديني ويطلب مني أن انزل أسفل الطاولة , ورغم معرفتي بجرأة إسماعيل , إلا أنني لم أتصور يوما بأنه سيقدم على إظهار قضيبه لي بتلك الطريقة وفي ذلك المكان . لم تصدق عيناي ما رأته , حملقت مرة واثنين لعلني أكون قد توهمت أو أنني رأيت شيئا آخر اعتقدت بأنه قضيبه , لكن حين تأكدت , صعدت حينها وأنا في قمة ارتباكي و خجلي , خائف من أن نفضح أمام زملائنا , عاتبته إلا انه رد علي بطريقة كوميدية , يصرح لي بان قضيبه ارتفعت درجة حرارته وأخرجه لكي يتنفس بعض الهواء .ضحكت بدوري و وعدت لكي أكمل شرح الأستاذ .

لكن ما لم أكن أتخيله , أن ينتشر الأمر بين زملائنا رغم أن احد لم يرانا , والشيء الذي لم أكن أتوقعه أن يكون الشخص الذي اخبرهم بما حدث هو نفسه إسماعيل , حينها لم يكن همي ما يعتقده زملائنا في الفصل لان الأمر شاع وأصبح متوعدا لديهم جميعا كنوع من المزاح الذكوري , بل ما كان يشغل عقلي وتفكيري حينها هو تفسير وفهم شخصية إسماعيل , تلك الشخصية التي اعتبرها في تلك المرحلة العمرية من حياتي قمة التناقض , بين ما يقوم به , ما يريده , وما يصرح به .

كنت أهيم في تفكيري بإسماعيل , ادرسه من جميع الجوانب لعلني استطيع ولو بنسبة قليلة أن افهم تلك الشخصية التي أصبحت بالفعل سرا غامضا بالنسبة لي , لم يكن رومانسيا الا في لمساته , قليل الكلام والحديث , خجولا ربما , لكن خجلا متفاوتا غريبا , غير قادر على التحكم برغباته وغرائزه , لكنه في نفس الوقت من النوع المتدين , كانت تناقضات لم افهمها واستوعبها إلا بعد مدة معينة , بين ما يريد وما يحس وبين ما يجب ويفترض عليه أن يقوم به , كأي شاب في تلك المرحلة العمرية من حياته , يمر في مرحلة تشويش في ما يخص بهويته الجنسية , انجذب الي جنسيا , لكنه لم يكن يعرف سبب ذلك الانجذاب , قوي هو عندما يكون بعيدا عني , ضعيف هو عندما يكون بجانبي فتذمر رغباته الحيوانية قدرته على الرفض والتحكم , فينطلق رويدا رويدا , تحكمه الرغبة والجرأة أمامي . ناسيا ومتناسيا ما يفترض ويمليه عليه الواجب.


كانت علاقتي بإسماعيل مثل أي علاقة أخرى, يترأسها الاحترام, تصعد وتنزل خلافا قربا وبعدا, مثل أي علاقة لها أبعادها المختلفة حسب الأجناس, المعتقدات والشخصيات.لكن ما استطيع أن أأكده بان ما يجمعنا هو صداقة , عشرة ومحبة , هذا أمر لا يجب أن يخفى عن أحد , لكن ربما هذه المحبة مع الإعجاب الشكلي , كانت لها الفرصة بان تتحول إلى ارتباط جنسي وجسدي أيضا , حينما أوصلته في أحد الأيام إلى باب بيته , وما كان منه إلا أن يطلب مني أن اصعد معه , وحينما سألته لماذا , احمر وجهه خجلا ونطقها أخيرا '' أريد ممارسة الجنس معك ''.

مواضيع ذات صلة

الجزء الثاني : دعوة لممارسة الحب الممنوع
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة