الخميس، 12 أغسطس 2010

الجزء الرابع : تحدي مغري

الجزء الرابع : تحدي مغري

أضف تعليق








السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية رمضان مبارك سعيد وينعاد علينا وعلى جميع الامة الاسلامية بخير يا رب ,وكل رمضان ونحن من الله أقرب
تمنياتي ان يكون شهرا للتوبة والمغفرة وللعمل الصالح و اتمنى من كل قلبي ان نستغله خير استغلال...
أحبائي...هنا معكم ...دائما وسأظل اكتب لأخر نفس أتنفسه...
اعتذر بالفعل عن تأخري في وضع البوست الجديد , لكننا بشر والظروف تأتي مفاجئة...وانتم تعلمون أجواء الصيف..والعائلة والسفر......
على أي فقط أريد أن الفت انتباهكم حول أمر معين
تعليقاتكم هو أمر أساسي بالنسبة لي...
لا اعلم بالفعل سبب عدم وضع التعاليق , ليس من الضروري ان تكون مسجل ولك عضوية في البلوغ لكي تستطيع وضع رد
يكفي ان تضغط على التعليقات أو إضافة تعليق وتختار خيار '' غير معرف '' لكي تستطيع إضافة تعاليق دون الحاجة إلى عضوية....
تذكروا بان النقاش على الايميل والشات ورسائلكم التي تصلني على الايميل..شيء والتعليق على المدونة شيء اخر..

وشيء اخر من يترك لي التعليقات بخاصية '' غير معرف ''
فليذكر في اخر تعليقه اسمه .
...أريد آرائكم ملاحظاتكم و انتقاداتكم...فهي تعني لي الكثير

**********************************************
استمرت العلاقة بيني وبين إسماعيل كما كانت سابقا, ورفضي للصعود معه للمنزل لم يغير من علاقتنا شيئا مما يذكر, انتهى العام الدراسي الأول, ودعت فيه إسماعيل على أمل اللقاء به في اقرب وقت ممكن, سافر هو بعيدا لمدينة ساحلية سيقضي فيها عطلته الصيفية , في حين سافرت عائلتي وانتقلت لبيت المصيف في مدينة أخرى , وأنا كنت انتقل بين البيت الأصلي والبيت الساحلي , حسب المزاج والحالة .

في اثر العطلة الصيفية وبحكم بلوغي في السن اقتضى علي الأمر أن اعد أوراقا مهمة ضرورية وأساسية كمواطن في دولة معينة, جمعت الأوراق الضرورية وكنت سأتوجه إلى المكتب المعني بالأمر , حين استوقفتني أمي وصرحت لي بأنها يمكن أن تقضي هذا الأمر بسهولة عن طريق معارفها دون الحاجة إلى أن أتعب نفسي , شكرتها واستسمحتها لأنني أريد أن أتعود على العمل الفردي وان اقضي أموري بمسؤولية وباعتمادي على نفسي , خصوصا انه ليس هنالك شيء يشغلني في تلك الأثناء ,ودعتني وتمنت لي التوفيق .

توجهت مباشرة إلى المكتب المعني بالأمر , مرتديا تي-شرت في الأخضر الفاتح وجينز ازرق مع حذاء سبور في نفس لون القميص , وصلت إلى المكتب المعني بالأمر , وفوجئت بالعدد الكبير من الناس , حيث اعتقدت بأنني إن ذهبت في الصباح الباكر ساجد عددا قليلا من الناس , لكنني للأسف وجدت العكس ,كان انزعاجي واضحا خصوصا أنني حصلت على رقم تسعة عشر , فجلست في غرفة الانتظار الخاصة .

لم يكن من بين الناس الجالسين في غرفة الانتظار ما يوحي بالطبقة الغنية أو الثرية , كانوا أناس جد عاديين وبعضهم أقل من العادي , انتظرت طويلا ما يقارب الثلاث ساعات وأنا جالس في مكاني ,وفي فترة انتظاري لاحظت أصحاب المعارف يدخلون مباشرة دون أن ينتظروا دورهم , وينهون إجراءاتهم في اقل من ربع ساعة ويغادرون , تذكرت حينها عرض أمي , وعلمت انه في هذا الوقت فان المعرفة ضرورية , خصوصا أن من ينتمي للطبقات الفوق متوسطة ناذرا ما يجلس في مكاني , وعليه فان معاملة العاملين في المكتب لم تكن بالمعاملة الطيبة , بل كان يغلب عليها طابع الجفاف والقسوة .

نادى المنادي على رقمي , فقمت من مكاني متوجها إلى غرفة التحقق من اللوازم الضرورية , وانتظرت حينها أيضا ما يقارب الربع ساعة , كان في غرفة التحقق رجلان في مقتبس عمر شبابهما , كان الرجل الأول في أقصى يمين الغرفة مشغول يهتم ببعض الأوراق , يكتب عليها أمورا كانت غير واضحة بالنسبة لي , لكن كما كان يبدو جليا بالنسبة لي انها كانت أوراقا خاصة بالعمل , يبدو عليه الطابع الجدي القاسي الغير الراضي عن وضيفته أو عمله , قي حين كان المسؤول عن التحقق من اللوازم شابا رغم جديته وحنكته إلا أنني أحسست من تفاصيل وجهه البشوش بطيبة من نوع نبيل , صرح لي بان هنالك وثيقة ناقصة , بل في واقع الأمر فان هنالك خانة في احد الوثائق لم تترجم للفرنسية , نضرت إليه نضرة خيبة امل ونضرة طلب معروف , لم يقابلها إلا بشهامة ورجولة حينما صرح لي لربما صديقه يستطيع أن يتكلف له بالأمر , التفت لصديقه واخبره بالمشكل وما كانت إلا دقائق وكانت الوثائق كاملة في ظرف في يدي , توجهت حينها إلى غرفة مطابقة الأوراق وإدخالها للحاسوب , كان المسؤول هنالك رجل في سن الأربعين , أو ربما اقل لكن تفاصيل وجهه وجسمه توحي بكبر عمره , كان سمينا يرتدي قميصا غابت جماليته بكرشه التي اجتاحته بكل عنف , طلب مني بلطف أن اجلس في الكرسي , كان كرسيا جلديا أشبه بالكراسي التي توجد في الحانات , جلست وكانت أمامي كميرا رقمية من نوع حديث , مصوبة نحوي متصلة بجهاز حاسوب ., ما إن اعتدلت في جلستي حتى صرح لي المسؤول عن ذلك القسم بان هنالك خطأ في الترجمة وتوجب علي أن أقوم بتعديله عن طريق الذهاب إلى مكتب آخر , لعنت نفسي حينها ولعنته ولعنت المكتب بكاملة , خرجت بخيبة أمل , و اللهيب الذي كان في قلبي قد اشتعل وتحول الى نار غير قابلة للخمود .


وصلت أخيرا إلى المكتب المعني بالأمر , وطلبت من احد المسؤولين تصحيح الخطأ , فصار يتحدث مع صديقه في المكتب بصوت منخفض والذي كان واضحا بالنسبة لي , اخبره أن هذه الأخطاء غير مقبولة تماما ولا يصح أن يتكرر الخطأ , قاطعة كلامهما لكي أريه الخطأ بالضبط في أي جزء لأنني في عجلة من أمري , وما كان منه إلا أن يصب جم غضبه في , لاعبا دور المسؤول الذي يعي عمله ومصرحا بانه ما وجب علي أن أتدخل ,التزمت الهدوء ولم انطق بكلمة فاخر ما اريده ان تتوتر الاوضاع على قدر ما هي متوترة مسبقا , لكن حينما اقسم بالله بأنه لن يصحح الخطأ قاطعة حديثه و انا اصرخ في وجهه والشر يتطاير من عيني ومهددا له إن لم يصحح الوثيقة الآن لن يكون أمامي خيار سوى أن ارفع الأمر للمسئول عنه , هدئني صديقه وطلب مني أن انتظر في غرفة الانتظار مؤكدا بان الوثيقة ستكون بين يداي في اقرب وقت ممكن, غادرت مكتبهما وأنا كلي غيض للموظف الحقير وأشكاله , واستعماله لبعض السلطة ضعيفة القوة من اجل أن يفرض سيطرته ونفسه ولكي يحس بأنه قادر على التحكم في زمام الأمور , لكي يكون راضيا عن نفسه وعن مركزه الذي لا يتقاضى منه الا مجرد بضع دراهم وريالات .


بعد دقائق معدودة كانت الوثيقة بين يداي , أمسكتها وتوجهت مسرعا إلى المكتب الأصلي المركزي , توجهت عند صاحب المكتب الخاص بالتحقق الذي اضطررت أن اترك عنده ملف اللوازم لأنه قانونيا يمنع أن يخرج الملف خارج المركز , شكرته بابتسامة خفيفة وتوجهت إلى المكتب الخاص بالمطابقة وإدخال البيانات في الحاسوب , طلب مني المسؤول هنالك أن انتظر دوري , شرحت له الأمر بأنه يجب أن ادخل مباشرة لأنه سبق وانتظرت دوري وحصلت مشكلة في الوثيقة وها أنا قد عدت بعد إصلاح الخطأ, لكنه أعلمني بان هذه القوانين ووجب علي أن انتظر دوري مرة أخرى , اعترضت رافضا الانتظار وما كان منه إلا أن يأتي مدير المركز العام بنفسه ليتحدث معي , كان شخصا محترما , محدث لبق , حاول بطريقة غير مباشرة أن يفهمني بأنه بالفعل حقي أن ادخل مباشرة , لكنه يفضل شكاية واحدة واعتراض واحد عوض اعتراض كل البقية الذين ينتظرون أدوارهم , تفهمته وشكرته على سعة صدره , ورحت انتظر دوري في غرفة الانتظار مع بقية المواطنين , تسائل البعض عن سبب استيائي واعتراضي فما كان مني إلا أن شرحت لهم الأمر , لكن خلال شرحي للاحداث ووصفها قاطعني رجل مسؤول عن مكتب البصمات , كان يبدو عليه الأناقة والثقة بالنفس , كان رجل لا يعيبه شيئا , ليس جميلا جمالا ينسيني ويجعلني أهيم واسرح في مخيلتي , لكنه كان مقبولا وجميلا بالمجمل بشكل جسمه المتناسق مع تفاصيل وجهه ولباسه الأنيق الكلاسيكي, كان متعجرفا ,محبا للسلطة والتحكم كما اتضح لي , خرج بمشيته المتملقة لكي يسألني بنوع من الاستهزاء والسخرية هل احتاج لسبورة لكي اشرح للسادة الكرام المشكل, محاولة منه أن يحرجني أمام الناس كافة , تعجرفت و أجبته ببرود , بان الإنسان يجب أن يحترم الناس ويحترم نفسه أولا وأخيرا ويتحدث بنوع من اللباقة كما فعل مدير المركز حين جاء ليحدثني بطريقة حضارية لبقة وتوصلنا في آخر المطاف إلى تفاهم , فما دخلك أنت ؟ وماذا يعنيك في الأمر ؟علم في قرة نفسه بأنني لست مثل بقية ذوي العقول الصغيرة التي تتماشى مع سن المراهقة , ففضل الانسحاب طالما أن الحديث لن ينتهي بأي نتيجة ايجابية لصالحه . مجرد أن اختفى حتى سالت بقية المواطنين, هل يتقاضى أجرا شهريا مقابل وضع البصمات في الملفات الإدارية فقط, ضحكات تتعالى , والتي على ما يبدو قد أثارت انتباهه وغيظه.

ما إن حان دوري وجلست على مقعدي أمام مسؤول مكتب مطابقة البيانات وإدخالها للحاسوب , حتى وجدت المسؤول عن البصمات واقفا أمامي والشر يتطاير من عينيه , محاولة منه قمعي وتهديدي بما يستطيع القيام به , أجبته بكل برود بان الأمر كان بيني وبين مدير المركز ولا دخل لك فيه , ومحاولات فرض السلطة والتهديد لا تتماشى معي ولن تنفعك ولن توصلك إلى أي مكان أو غاية تسعى لها , أخبرني بأنني كثير الحديث والثرثرة وانصرف . بسمة ارتسمت على شفاهي معلنا بها انتصاري , تابعت الأمر مع مسؤول مكتب المطابقة وانصرفت لأتوجه إلى آخر مكتب , لعنت حظي عندما وجدت بان من سيضع لي البصمات هو سيادة من تشاجرت معه , حاولت أن لا اكترث وان لا أبالي ,وان لا اظهر انزعاجي في تفاصيل وجهي.

لم اتفاجئ حينما قرر مسؤول البصمات اخد استراحة بعدما انتهى من السيدة التي تنتظر دورها قبلي , كنت متوقعا حركة رخيصة منه , حافظت على ابتسامتي في حين انصرف هو ليجلس مباشرة أمامي في مقعد بعيد عني قرابة خمسين مترا وهو يحملق في, لم اكترث وانتظرت بطول بال وخاطر , جاء احد الموظفين يحمل قطعة حديدية كانت تشبه إلى حد كبير تلك التي تستعمل لممارسة العادة السرية من طرف الفتيات , والتي يستعملها بعض الذكور أيضا لأغراض أخرى. طلب مني ان احتفظ بها , حملقت فيه مستغربا وسألته و فيما مادا ستفيدني , فضحك وضحكت معه وتعال صوت ضحكاتنا , وصرح لي بأنه يجب أن اخد الأمور بهدوء و روية , أجبته مبتسما , في ظل المعاملات مع بعض الأجناس فان أخد الأمور بروية وهدوء لن يأتي بنتيجة ايجابية, ابتسم هو الآخر , وما إن جئنا نتابع الحوار الذي استمتعت به فعلا حتى وجدت المسؤول عن البصمات قد جاء مقاطعا حديثنا الشيق .

رغم انه كان هنالك شاب في متقبل العمر دوره قبلي الا انه فضل ان يضع لي البصمات اولا , استعجبت من طريقة تصرفه وشردت قليلا محاولا ان اعرف سبب هذا التصرف , قاطع تفكيري حينما طلب مني ان يمسك يدي , فلم أمانع , فقال لي وهو يقوم بوضع البصمات , ما زلت صغيرا وما زال هنالك الكثير لتتعلمه في هذه الحياة المليئة بالأسرار, ونحن هنا نشتغل في جو من الضغط , وليس من المحبب لدينا أصحاب الاعتراضات , انتهى من اليد اليمني , وطلب مني يدي اليسرى , مددت يدي اليسرى قائلا متفق معك وبالفعل ما زال هنالك الكثير لأتعلمه لكن لطالما تجد من هو بسن صغير و عقله كبير والعكس الصحيح . انتهى من وضع البصمات ومد لي منديل لأمسح يداي , ابتسم بسمة خفيفة وتمنى لي حياة سعيدة , شكرته وتمنيت له مثلها وغادرت باب المركز حاملا توصيلا سيضمن لي بعد قرابة شهر الحصول على الوثائق التي طلبتها .

وصلت أخيرا إلى البيت منهمكا , تعبا , طلبت مني أمي أن تحتفظ بالتوصيل معها خوفا من أن يضيع , فلم أمانع , مر قرابة الشهر وطلبت من أمي التوصيل لكي اذهب لأحضر الوثائق النهائية , لاكتشف أنها أضاعته .انزعاجي وخيبة أملي كانا ظاهران واضحان على ملامحي , طلبت مني أمي أن لا أقلق فهي ستتكفل بالأمر , تمنيت خيرا وانصرفت إلى غرفتي. بعد وقت وجيز طلبت مني أمي أن أتوجه عند رئيس شرطة المغفر , فما كان إلا ذلك, وصلت فرحب بي بلباقة , ومدني بورقة كان مكتوب عليها بعض الرموز والأرقام , تذكرت مسابقة كانت تحمل اسم '' فك الشفرة '' في مجلة ماجد الأسبوعية التي كنت اشتريها في طفولتي , ابتسمت ابتسامة بريئة بداخلي تحية لأيام طفولتي وانصرفت إلى مركز الوثائق .

من سوء حضي بأن الشخص الذي سأتوجه اليه في مدخل الباب الأمامي للمركز في حين ان مسلك طريقي المباشر يحتم علي ان ادخل من الباب الخلفي , وصلت الى باب المركز الخلفي وتماشيت بخطى ثابتة بثقة نفس , اجتزت جميع المكاتب لكي أكون على بعد خطوات من الشخص الذي سأتوجه إليه لكي يمدني بوثائقي , حتى استوقفني صوت ينادي , لم اعره اهتماما في المرة الأولى , لكن في المرة الثانية التفت , لكي أجد الصوت المنادي هو صوت مسؤول مكتب البصمات ,لعنت حظي ولعنته من كل قلبي .

توجه إلي مسؤول قسم البصمات في حين قابلة دعوته بالقبول وتوجهت إليه , سألني بطريقة رسمية هل من خدمة أسديها إليك ,.صرحت له بأنني جئت لكي اسحب وثائقي ,فطلب مني التوصيل , قدمت له الورقة التي منحها لي رئيس المغفر وشرحت له الأمر , قال مستهزءا '' وما علاقة رئيس مغفر الشرطة بعملنا هنا '' نضرة إليه نضرة استخفاف لكلامه محاولا إفهامه بأنه رئيس مغفر وليس رئيس محل بيع دواجن .

ساد الصمت لبرهة لكي يقاطعه متسائلا ألم أعطيك رقم هاتفي وطلبت منك الاتصال بي , حينها علمت سبب لباقته معي اخر مرة , التي كان واضحا وجليا انه معجب بي , فاكتفيت بكلمة لا مستغربا , طلب مني أن اجلس في غرفة الانتظار , وما كانت إلا دقائق حتى طلب مني أن ادخل إلى مكتبه .توجهت مباشرة الى مكتبه ومن النظرة الأولى لاحظت وثائقي في يده , كان جالسا على كرسيه المتحرك , حين طلب مني أن اقترب إليه , اقتربت إليه وطلب مني بصوت منخفظ وبطريقة هادئة رقم هاتفي , أجبته مستغربا وماذا تريد برقم هاتفي , صرح بأنه يريد أن يمضي بعض الوقت معي ويريد أن نصبح أصدقاء , علمت حينها نواياه , لكن في نفس الوقت لا أنكر إعجابي به , أعطيته رقمي فقام بالاتصال مباشرة ليتأكد بأنه رقمي بالفعل , ضحكت مع نفسي على تصرفاته المراهقة ,لم يرن الهاتف وصرح لي بأنه ليس هاتفي , أجبته مباشرة وبثقة بأنه هاتفي لكنني تركته في المنزل , أوصلني إلى الباب الرئيسي للمركز , ويداه فوق كتفي , مؤكدا على موعد الليلة , ابتسمت وودعته , وما إن خرجت حتى ارتسمت بسمة شريرة على شفاهي , مصرحا '' وقعت السمكة في الشبكة '' .

أضف تعليق

الأحد، 25 يوليو 2010

الجزء الثالث : لحظة تأمل

الجزء الثالث : لحظة تأمل

أضف تعليق




كان وقع تلك الكلمات التي صدرت من إسماعيل غير مفاجئة بتاتا , لربما لأنني بالفعل لم يعد هنالك شيء قد يصدمني أو يفاجئني من شخصية إسماعيل الغربية والمتناقضة , لكنني لا أخفي أنني استغربت , بل علمت في أعماق قبلي ووجداني أنه يمكن أن يقلب القصة رأسا على عقب , وتصبح مثل صديقاتها من تصرفاته كمحض مزاح بالنسبة له . لكن هذه المرة كنت متأكدا ومتيقنا بدرجات مرتفعة عن سابقات تصرفات إسماعيل من صدقها , حيث طريقة نطقه لتلك الكلمات من شفائه , بتردد , خوف وخجل , تابعها محاولته لإخفاء وجهه و حرصه على عدم اصطدام عينيه بأعيني بعد طلبه لممارسة الحب الممنوع معي مباشرة , كان كافيا لأعلم في قرة نفسي بأنه كان جديا وصريحا في تلك اللحظة.

لم أتقبل عرض إسماعيل بردة فعل معينة, بل تقبلته بهدوء, وسمحت لنفسي أن أدرس طلبه من جميع النواحي, لأنني بالفعل لم أكن اعتقد بان هذا العرض قد يأتي بهذه السرعة, وأنني الآن ليس لدي متسع من الوقت لكي أقرر. كانت فقط مسألة السماح بمجرد التفكير بخيار الصعود معه تقشعر بدني , تمر قشعريرة يستمتع بها المرء أقصى استمتاع ويتمنى أن لا تتوقف تلك القشعريرة حلوة الإحساس , لم تكن بالفعل كقشعريرة البرد التي يترتب عنها ارتجاج وتحرك مستمر للجسم بفعل البرودة , لكن كانت قشعريرة من نوع خاص , كمثل ذلك التيار المدغدغ الذي يمر من أعلى راسك إلى أسفل قدميك , بكل هدوء وروية . يجعلك فقط تريد المزيد والمزيد من تلك الأحاسيس الخفية , أحاسيس قد يدفع المرء الكثير و الكثير فقط مقابل الإحساس بها .

لم يكن وقع عرض إسماعيل رغبات حيوانية جنسية على قدر ما كان فضول قاتل يجتاحني لمعرفة وتجربة تلك الأحاسيس التي لي الفرصة بالإحساس بها والتلذذ بطعمها قدر ما شئت , كان بالفعل فضول مميت لمعرفة أحاسيس سحر لمساته , وصدى أول قبلة على شفائه , قوة رغباته وأحضانه , لحظة التقاء الأرواح , حيث أكون معه , أنا وهو سويا نطير ونرفرف في سماء الحب والعطاء , كنت بالفعل أريد أن اقتلع شفائه من جذورها , والتهم كل جزء من جسمه الأبيض الساحر , فأحس بتنهيداته وطعم كل جزء صغير من جسمه , كنت أريد أن أطور تلك الأحاسيس , أردتها أن تأخذ منحى جديدا مرتفعا ومختلفا لم يسبق له مثيل ,منحى أقوى , أجمل وأكثر إثارة , منحى ملؤه الجبروت و الرغبة , تلك الرغبة التي تصل إلى حد أن تسعى إلى أن تمتلك جسما ليس جسمك , فقط لكي تحس تلك الأحاسيس بأدق تفاصيلها وكماليتها ومثاليتها لحقيقية الواقعية .

تلك الدقائق التي مرت بين عرضه و ردي كانت لحظات قليلة معدودة , لكنها رغم قلتها اجتاحتني بكبر حجمها وقوتها ,كان عرضا مغريا لأحاسيسي ورغباتي ولأملي , أملي أن أكون مع ذلك الشخص الذي جعل لحياتي معنى وطعم حلو المذاق بمجرد وجوده فيها , تذكرت تلك اللمسات الخفيفة التي كنا نسرقها , واللحظات الجميلة الحميمة التي كنا نعيشها , تذكرت رغم قلتها كانت قوية قوة الإرادة الحرة المثابرة للعيش فقط للاستمرار بالإحساس بها , كأنها كانت تمنحني كل ما كنت أسعى للوصول إليه , تخيلت ماذا لو كانت , في مكان لا يوجد فيه إلا أنا وهو , في لحظة غروب الشمس , واقفين على ثلة عالية تطل على منظر ساحلي شاطئي رومانسي لأقصى الدرجات , مرتاح البال والخاطر , في حالة نفسية مستقرة , في امن وسلام ,بعيدا عن عيون الغير القاتلة المترقبة للخطأ بشغف وروية ,عيوني تخترق عيونه بكل هدوء وحب وعفوية , ويدور بينهما حوار عاشق العشق بذاته , فتداعب أشعة الشمس الذهبية بشرتنا , كأنها تضفي وتأيد تلك اللحظة التي لم يجمعها سوى أحاسيس محبة بريئة براءة الطفل الذي خلق , فألمس خصلات شعره بحرص و لباقة , فتنطق عيوني أجمل الكلمات التي لا يمكن أن ينطقها اللسان , فكرت ولو للحظة مقدرا روعة و مثالية تلك اللحظة والأحاسيس التي سأكون ممتنا لها إن شاءت الأقدار أن تمنحني فرصة لتحقيقها .

لم يكن خيار الرفض أو القبول سهلا , فعلى قدر ما كنت أريد أن أمسك يده ونهيم سويا ناسين ومتناسين كل ما يرتبط بالدين والمحرمات بصلة , على قدر ما كنت أخشى أن أدخل في عالم ليس عالمي و لا يناسبني ولا أحس انه بالفعل يقيسني بأي شكل من الأشكال , تعالى صوت الصراخ الذي جسد العراك العنيف الذي دار بين ما أريد وما يتوجب علي القيام به , كان عراكا طاحنا بمعنى الكلمة , جمع بين خصمان يعلمان نقاط ضعف كل منهما , ورغم أنهما يعلمان تمام العلم انه لا يمكن لأحد منهما أن يقضي على الاخر , إلا انه رغم ذلك ما زال يحاولان بشتى الطرق إقناعي بصلاحية وعقلانية كل خيار منهما , علمت بأنه عندما يواجه القلب العقل , فالنتيجة لا يمكن أن يتم حسمها ,إلا بمقارنة مقدار العقل و المنطق المتجسدة في مصلحتي كشخص و مقدار حبه وما قدمه لي كروح , استوجبت أن تكون مقارنة شاملة حيث توجب على الإنسان حينها أن يكون صريحا مع ذاته. لمصلحته العليا أولا وأخيرا.

تمالكت نفسي , ولعبت دورا وجدته حينها الدور المثالي للخروج من عرض بلباقة ونوع من عدم الرفض والقبول , ارتسمت بسمة خفيفة على شفاهي ,وقلت مستهزئا , اصعد إلى بيتك أنا مضطر للذهاب لدي أمور توجب علي قضائها , كنت اعلم تمام العلم أنني قمت بما توجب علي القيام به , لكنني في نفس الوقت كنت على علم بأنه لو كان أصر , بأي شكل من الأشكال , حتى لو فقط أعاد عرضه مرة أخرى رغم انصرافي بلباقة , لما كنت رفضت الصعود مطلقا , كنت اخطي ومع كل خطوة أخطيها بعيدا عن عش الحب الذي كان سيجمعنا , كنت أرضي غرور ضميري , وأصبر وامسح دموع تعاسة قلبي .

أضف تعليق بدون ضرورة ان تكون لك عضوية عن طريق اختيار '' غير معرف '' اضغط هنا

الجمعة، 16 يوليو 2010

الجزء الثاني :  دعوة لممارسة الحب الممنوع

الجزء الثاني : دعوة لممارسة الحب الممنوع

أضف تعليق


لم استوعب بالفعل ردة فعلي اتجاه تصرف إسماعيل ولمساته التي قابلتها بكل فرح ومحبة , لكنني لم استوعب حينها بالفعل جرأة وتصرف إسماعيل , كنت كمن كان ينتظر بعض الحنان واستقبله بكل فرح , لم يكن حنانا بريئا , لكنه في نفس الوقت لم يكن حنانا وقحا , فلنقل انه كان خليطا ممزوجا بالحنان والوقاحة .
كنت أجيد بالفعل قرائه حركات وتفاصيل وجه إسماعيل , لكنني في تلك اللحظة لم يكن يهمني شيء على قدر أن استمتع بتلك اللحظات الخاطفة استمتاعا كاملا , لربما إن كانت تلك اللمسات في مكان آخر , اقل ضجة , واقل زحمة , لكان تحول إلى أمر آخر بالطبع .

مرت الساعة والنصف من الحصة ليعلن الجرس انتهائها , خرجنا كأنه لم يحدث شيئا , لم أفاتحه ولم يفاتحني في الأمر , بل استمرت العلاقة على منحاها , لمسات خفيفة كل يوم في كل حصة , سواءا أمام أو و خفية عن زملائنا في الفصل , وكانت كلها حسب وصف إسماعيل , مزاحا بين الأصدقاء . كنت استغرب لكنني كنت راضي طالما أنني كنت سعيدا وفرحا بتلك اللحظات التي كنت أعيشها معه , تلك اللحظات التي كانت تجعلني أحس بنفسي كعصفور يطير بكل حرية في السماء , عاليا إلى حيث لا يستطيع أن يصل إنسان , ذلك الإحساس بالشمولية والكمال حيت يحسسك ولو للحظات بأنك ملكت العالم وحققت جميع أمانيك و أحلامك .

تعودت على لمساته , تعودت أن أحس بالحنان والحب باللمس , صحيح بأنه لم يكن هنالك شيء رسمي أو جدي , لكنني لا اخفي أنني في صفحات أوراق قلبي , كان اسم إسماعيل مكتوبا باللون الأحمر في وسط أول صفحة بخط كبير وواضح , بارزا يظهر بشكل عفوي قيمته ومقدار قوة مشاعري اتجاهه .

لم يكن يشكل لإسماعيل أن يرى الناس لمساته علنيا أي قدر من الإحراج أو الخجل , كانت تلك اللمسات بالنسبة له أمرا عاديا ليس فيه أي نوعية من الخصوصية أو الوقاحة , علنيا أو خصوصيا . أتذكر تماما ذلك اليوم , حيث لم يكن لنا أي قدرة على الدراسة في تلك الحصة , فقررنا أن نجلس في آخر الصف بجانب الحائط , بصعوبة كبيرة يرى الأستاذ الجزء العلوي من أجسادنا فقط . ورغم انه لم يكن لي مزاج للدراسة , إلا أنني كنت متتبعا لما يشرح الأستاذ كنوع من التعود والاحترام , وفجأة سمعت صوت إسماعيل يناديني ويطلب مني أن انزل أسفل الطاولة , ورغم معرفتي بجرأة إسماعيل , إلا أنني لم أتصور يوما بأنه سيقدم على إظهار قضيبه لي بتلك الطريقة وفي ذلك المكان . لم تصدق عيناي ما رأته , حملقت مرة واثنين لعلني أكون قد توهمت أو أنني رأيت شيئا آخر اعتقدت بأنه قضيبه , لكن حين تأكدت , صعدت حينها وأنا في قمة ارتباكي و خجلي , خائف من أن نفضح أمام زملائنا , عاتبته إلا انه رد علي بطريقة كوميدية , يصرح لي بان قضيبه ارتفعت درجة حرارته وأخرجه لكي يتنفس بعض الهواء .ضحكت بدوري و وعدت لكي أكمل شرح الأستاذ .

لكن ما لم أكن أتخيله , أن ينتشر الأمر بين زملائنا رغم أن احد لم يرانا , والشيء الذي لم أكن أتوقعه أن يكون الشخص الذي اخبرهم بما حدث هو نفسه إسماعيل , حينها لم يكن همي ما يعتقده زملائنا في الفصل لان الأمر شاع وأصبح متوعدا لديهم جميعا كنوع من المزاح الذكوري , بل ما كان يشغل عقلي وتفكيري حينها هو تفسير وفهم شخصية إسماعيل , تلك الشخصية التي اعتبرها في تلك المرحلة العمرية من حياتي قمة التناقض , بين ما يقوم به , ما يريده , وما يصرح به .

كنت أهيم في تفكيري بإسماعيل , ادرسه من جميع الجوانب لعلني استطيع ولو بنسبة قليلة أن افهم تلك الشخصية التي أصبحت بالفعل سرا غامضا بالنسبة لي , لم يكن رومانسيا الا في لمساته , قليل الكلام والحديث , خجولا ربما , لكن خجلا متفاوتا غريبا , غير قادر على التحكم برغباته وغرائزه , لكنه في نفس الوقت من النوع المتدين , كانت تناقضات لم افهمها واستوعبها إلا بعد مدة معينة , بين ما يريد وما يحس وبين ما يجب ويفترض عليه أن يقوم به , كأي شاب في تلك المرحلة العمرية من حياته , يمر في مرحلة تشويش في ما يخص بهويته الجنسية , انجذب الي جنسيا , لكنه لم يكن يعرف سبب ذلك الانجذاب , قوي هو عندما يكون بعيدا عني , ضعيف هو عندما يكون بجانبي فتذمر رغباته الحيوانية قدرته على الرفض والتحكم , فينطلق رويدا رويدا , تحكمه الرغبة والجرأة أمامي . ناسيا ومتناسيا ما يفترض ويمليه عليه الواجب.


كانت علاقتي بإسماعيل مثل أي علاقة أخرى, يترأسها الاحترام, تصعد وتنزل خلافا قربا وبعدا, مثل أي علاقة لها أبعادها المختلفة حسب الأجناس, المعتقدات والشخصيات.لكن ما استطيع أن أأكده بان ما يجمعنا هو صداقة , عشرة ومحبة , هذا أمر لا يجب أن يخفى عن أحد , لكن ربما هذه المحبة مع الإعجاب الشكلي , كانت لها الفرصة بان تتحول إلى ارتباط جنسي وجسدي أيضا , حينما أوصلته في أحد الأيام إلى باب بيته , وما كان منه إلا أن يطلب مني أن اصعد معه , وحينما سألته لماذا , احمر وجهه خجلا ونطقها أخيرا '' أريد ممارسة الجنس معك ''.

الجمعة، 25 يونيو 2010

.... الجزء الأول : علامة استفهام ...

.... الجزء الأول : علامة استفهام ...




في ليلة صيفية هادئة , اعتلى صوت صراخ طفل من غرفة الولادة , كنت حينها أعلن قدومي الى الحياة , قد ولربما ندمت على أنني خلقت يوما من الأيام , كانت جملة رددتها طويلا في حياتي , أتساءل في قمة قهري كلما أجهش بكاءا لماذا لم يكن لي اختيار بان ارفض أو اقبل القدوم لهذه الحياة؟ قد يبدو الأمر تافها وربما مجرد غباء !! لكنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والأحاسيس , التي على ما يبدو هيمن عليها طابع الحزن والكآبة .

كنت طفلا مدللا, آخر العنقود, انتميت لأسرة معروفة لها اسم وتاريخ عريق, لم نكن ننتمي للطبقة البرجوازية المعروفة بالثراء ولم نكن ننتمي إلى الطبقة العادية أو المتوسطة, كان موقع مستوانا العائلي المالي يقع بينهما الاثنان. بحكم غنى أمي و دخل أبي المحدود.

قضائي اغلب الوقت مع أمي وإخوتي البنات كان ينعكس سلبا على بعض تصرفاتي , بحكم كون الطفل هو عبارة عن صفحة بيضاء , وأي حركة أو تصرف قابل للتسجيل والتطبيق في أي لحظة . لكن في واقع الأمر لم يكن تحديا أو مشكلا عويصا, مع بلوغي و ارتفاع نسبة الوعي لدي, أصبحت أعي وأتحكم بكل تصرف وحركة قد يقوم بها جسدي. لم يكن الأمر سهلا ولكنه في نفس الوقت لم يكن صعبا , كان علي أن أقوم بما توجب علي أن أقوم به , لكن مع بلوغي و الأحاسيس الغريبة التي كانت تجتاحني جعلتني أتوقف كثيرا واتسائل من أنا , لم أكن افقه شيئا في عالم المثلية , ولم أكن أعي بان ما يحصل لي هو أمر قد يحدث عند الكثيرين , فلنقل بأنني لم أكن قادرا على الاستيعاب أن هنالك علاقة غير علاقة الرجل بالمرأة .

بحصص العلوم الطبيعية والحديث عن الشذوذ الجنسي وبحكم الشبكة العنكبوتية لم يستعصى علي الأمر بان أتعرف ولو على تفاصيل ثانوية حول هذا العالم , لكن في واقع الأمر كل ما قرأته كان محض هراء وتخريف من طرف أشخاص يعتقدون بكونهم قادرين على تحليل وفهم المثليين مع أنهم غير مثليين . لا أخفي عليكم أنني بالفعل قد تأثرت بما كتب, بل بمقدار تأثري كنت أبين بطريقة تصرفاتي ولباسي, أنني بالفعل مقتنع بما قيل, وبان هنالك فتاة محبوسة بداخلي, في حين ان الشكل الخارجي هو كشكل رجل , لكن الجوهر و الروح انثى

لم تكن طريقة لباسي مبالغ فيها طالما المودة الرجالية أصبحت مائعة تأنث ما هو مذكر و تذكر ما هو مؤنث , لكن نظراتي كانت توحي بالكثير والكثير , وكانت كافية لكي توقع أي رجل في الشباك إن أردت , لكنني سرعان ما استوعبت بان تقليد الرجل للمرأة , ما هي إلا وسيلة لجذب انتباه أي رجل , كيف لا وأنت تقلد فتاة والرجل بطبيعته يجذبه كل ما له صلة بالأنوثة والإغراء . فلن تكون بهذه الطريقة إلا تشجع أي رجل بعلاقة عابرة تكون فيها أنت الجاني والظالم , في حين تلعب دور الضحية في آخر المطاف . لم ولن ولا يمكن أن يجمع رجل ليس مثلي مع مثلي علاقة أكثر من تلبية رغبات حيوانية , فحينما يريد أي رجل أن يتزوج سيبحث عن فتاة , بالطبع هو يريد أن يتزوج فتاة وليس ذكر يلعب دور فتاة .فكما يشاع الرجوع الى الاصل فضيلة .

في واقع الأمر انتشر الشذوذ بنسبة كبيرة, بل أصبح اغلب رجال هذا العصر يستغلون المثليين أبشع استغلال لتلبية رغباتهم الحيوانية , كيف لا , وهو يستطيع أن يدخل معه ذكر إلى بيت عائلته وإمام جيرانه على انه صديق , في حين انه مجرد وسيلة يستعملها لتلبية رغباته ثم يرميها بحقارة , عكس أن تدخل فتاة معك إلى البيت فالأمر واضح وضوح الشمس. وأيضا لا خطورة للذكر مع ذكر بان يقع حمل , رغم أننا نعلم تمام العلم بان هنالك اختراع اسمه الواقي , لكن فلنكن واقعيين , فالرجل لا يستمتع الاستمتاع الذي يجنيه من علاقة بدون واقي مقارنة بالعلاقة التي يستعمل فيها الواقي , أوليس كذلك , بالطبع نعم. دون أن ننسى بأنه ليس هنالك خوف من فقدان الفتاة عذريتها بفض غشاء بكرتها, أي أن الرجل الذي يستغل ذكر لعلاقة جنسية ويوهمه بالحب والرومانسية ويناديه باسم فتاة ويطلب منه أي يلبس ملابس داخلية في لون احمر سرقها من أخته أو أمه , ويناديه باسم زوجتي وحبيبتي , فهو مجرد مخادع وقح , تحكمه رغبات حيوانية , ولا يشكل له أن ينكح ذكر أي تقليل من رجولته , لأنه يرى المثلية هي شريحة ذكور مخنثون يحبون ويتمنون أن ينتمون لصنف الإناث , بالفعل تفكير سطحي إن دل فهو يدل على تخلف مجتمعاتنا ونسبة الأمية واللاوعي المنتشرة . لكن اللوم ليس فقط على الغير مثليين اللذين يستغلون المثليين , بل على شريحة المثليين المخنثين التي أعطت منظورا خاطئا للمجتمع لتعريف المثلية , التي لها معاني سامية , حولتها إلى مجرد علاقات جنسية وخروج عن الطبيعة .

عدم اقتناعي بالمقالات, الأبحاث والبرامج التي تناولت قضية المثلية هي التي دفعتني إلى البحث والتعمق في هذا العالم , لكي اعلم في آخر المطاف من أنا وما المفترض علي أن أقوم به فيما يخص بهويتي وبكينونتي وشخصيتي وما يجتاحني من مشاعر وأحاسيس وانجذاب عاطفي وجنسي لنفس المثل , كنت كمثل أي مثلي أظل أفكر طويلا ولا انتهي إلا بعلامة استفهام كبيرة إن دلت فهي تدل على الامنطقية بين الواجب والواقع , حينها .

استمر الحال على ما هو عليه , إلى حين أن قابلت شخصا قد غير حياتي في مرحلة عمرية معينة , كان زميل لي في الفصل , تعرفت عليه أول مرة في اليوم الأول الدراسي , حين تقدم لكي يطلب مني الإذن بالسماح له بالجلوس بجانبي , رحبت به بكل ود وحب , جلس وتبادلنا الحديث , لم أحس بالممل معه , بل كان هنالك شيء غريب مميز فيه , كان بشوش الوجه , جميل الشكل , لم أفكر فيه بطريقة جنسية , لكنه بالفعل كشكل و أسلوب حديث , كان كافيا لكي أكون سعيدا برفقته وصحبته . مرت الأيام وأصبحنا طيلة أوقات الدراسة مع بعضنا البعض, لا اخفي عليكم بأنني كنت سعيدا بعلاقتنا, وكان بدوره مقدرا لما يجمعنا.تطورت علاقتي بإسماعيل بسرعة لم يتخيلها ولم يستوعبها عقلي .فتقربه مني وإصراره على تمضية اغلب أوقاته معي كان كفيلا بان يجعل له مساحة خاصة في قلبي.لكن الشيء الذي بالفعل لم أكن اعتقد بأنه يمكن أن يحصل قد حصل .

فعلاقتي به أخذت منحى مغايرا , ارتفعت إلى مستويات غريبة وعجيبة ,لمستويات غير عقلانية وطائشة ,لمستويات لم أكن اعتقد يوما أن لديه الجرأة لكي يقوم بها .فاجئني دلك اليوم عندما كنا في حصة الدعم الخصوصية الخاصة بمادة الفيزياء ,بوضع يده على فخدي ومداعبته بأطراف أصابعه عليها بكل هدوء .لا اعلم لمادا لم امنعه ولما لم أقم بإزالة يديه مباشرة. تجرئ أكثر وقام برفع رجلي ووضعها فوق رجله. لا اعلم دلك الإحساس الذي انتابني ,لأول مرة في حياتي اشعر بنشوة قوية اتجاه احد , والمصيبة و الطمة الكبرى أنني أحسها مع إسماعيل , مع من اعتقدت بأنه صديقي المقرب .

يتبع...

السبت، 19 يونيو 2010

مقدمة



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد أن أرحب بالجميع , وأشكركم جميعا ,لكل من وضع تعليق ولكل من أرسل لي رسالة ولكل من صوت ولكل من قرئ ولو حرفا في مدونتي المتواضعة.
التصويت لم يكن إلا امراَََ روتينياََ ولربما رسمياََ , لكي أرى وجهة نضر البعض وطبعا ليس الكل..
كتبت واكتب وسأكتب ,طالما في مقدرتي وقدرتي والحمد لله ,احترم وجهة كل من يعارضني في الكتابة ,لكنني بالغ وأتحمل مسؤولية قراراتي ,واشكر حرصكم وخوفكم وكلماتكم ,ولكن هذا قراري.
قد تختلف غابة المتتبعين اختلافا متباعدا...اعلم أن هنالك فئة لا تهتم وتتابع المدونة وتقرئ السطور كأنها مجلة فنية.
واعلم أن هنالك من يهتم ولديه الفضول والحشرية ليعلم تفاصيل حياتي الدقيقة.لكنني اعلم تمام العلم أن هنالك من يهتم بمعرفة قصة حياتي لأسبابه الشخصية والتي لا محالة ستفيده كثيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة

في البداية , أحب أن الفت نضركم لاسم المدونة الجديد '' قصة مثلي مسلم , قصة محمد '' قد يجد البعض أن العنوان مستفز , في واقع الأمر , أن الأمر شائك بالنسبة للبعض , لمن هم غير صريحين مع أنفسهم , بل من هم يعيشون في توتر دائم بين المثلية والإسلام , حيث يعتقدون أن المثلية والإسلام لا يمكن أن تجتمع , لأنهم بكل بساطة لا يستوعبون معنى أن تكون مثلي , ولا طالما يربطون المثلية بالعلاقات الجنسية . لكن في المقابل الغير مثليين مهما اقترفوه يضلون مفتخرين بديانتهم الإسلامية وكينونتهم , مثلا رجل غير مثلي , وقع في المحظور وأقام علاقة جنسية , وهي في واقع الأمر معصية حرمها الله , ولا اختلاف على الأمر , بالنسبة له عادي جدا أن يٌُعلم أصدقائه بأنه أقام علاقة جنسية مع فتاة , بل انه يتفاخر ويحدثهم عن أدق تفاصيل علاقته القذرة , كافتخار برجولته وفحولته , وبعد الانتهاء من الحديث يؤكد عليهم غدا سيلتقون للذهاب للمسجد لصلاة ركعتي يوم الجمعة المبارك , عجبا عجبََا .

وفي المقابل هنالك من هو مثلي و يحس بانجذاب لنفس الجنس , ينتابه إحساس وشعور بأنه عار على المجتمع و كافر , فقط لكونه يكن أحاسيس ومشاعر لم يخترها و لم يعشقها , ولا طالما تمنى أن تختفي بلا رجعة .
لا احد معصوم من الخطأ, وشتان بين الخطأ والمعصية, لكن المسلم يضل مسلم ويجب عليه أن يفتخر بديانته وإسلامه بكونه هو هوَ وليس شخص آخر , قد نقع في المحظور وقد نخطأ , لكن ما يجب علينا هو تدارك الأمر ’, لكي نقول نحن مسلمين , ومثليين ,بكل افتخار واعتزاز , لكي نكون صورة وقدوة لباقي مثليين الديانات الأخرى ,’لكي نوصل معنى أن تكون مثلي , بان تجتاحك مشاعر وتنجذب لنفس الجنس , لكنك ترفض ن ترتبط بأي علاقة جنسية احتراما لديانتك وخوفا من الله سبحانه وتعالى . في هذه الحالة تستطيع أن تقول أنا مثلي مسلم, لان الإسلام لم يحاسبك يوما على أحاسيس خلقت معك, بل حاسبك على الفعل الجنسي.


في الاسبوع المقبل

الجزء الاول سيكون هنالك انطلاقة من مرحلة الطفولة وحديث عن مرحلة المراهقة , لننتهي عند الفصل الاول ثانوي ومقابلتي لاسماعيل , لتبدا اول علاقة عاطفية والدراما التي صاحبتها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة
لا اطلب منكم الكثير , ولا أنتظر أن تستوعبون ما أريد بالفعل أن أوصله لأنها مجرد مقدمة , لكن تابعو ما سأسرد , وأتمنى أن تكونوا قادرين على التحكم بأحاسيسكم ولا تنفعلون بسرعة , اتبعو الأحداث , حدث بعد حدث حتى تكونون فكرة شاملة وكاملة , وحتى تتضح لكم الصورة .
أطلب منكم الصبر , التفهم وعدم التسرع , قد تفاجئكم عدة أحداث في حياتي , لكن تذكروا بأنها إحداث مرت وانتهت ,
تعليقاتكم هي المتنفس الوحيد الذي يدفعني للإحساس بقربكم وبمساندتكم, بل على الأقل بوجودكم.
أرحب بكل انتقاد, ولن يحذف أي تعليق وضع مهما كان, حتى لو كان فيه تهجم أو سب أو انتهاك للعرض والشرف, هنا الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير المطلقة.
بصدد إكمال شكل المدونة ووضع اللمسات الأخيرة ’, أودعكم على أمل اللقاء بكم في الجزء الأول من القصة , في الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى .

الاثنين، 31 مايو 2010

استطلاع را ي

استطلاع را ي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بالجميع وبالفعل قد اشتقت للمدونة واشتقت لكم جميعا..
لا اريد ان اطيل عليكم الحديث...
هنالك استطلاع راي على اليمين جانبه..اتمنى منكم التصويت لكي تكون لي فكرة واضحة على القرار الذي سبق وقمت باتخاذه..
لن اشارككم الان التفاصيل..لكن بنسبة كبيرة ستعلمون بعض الخفايا والتفاصيل قريبا
محبكم الدائم..محمد